المنافسة في السوق هي أكبر المشكلات التي تواجه أي شخص صاحب مشروع أو موظف عادي أو حتى طالب. وبالتأكيد أن تعبتَ من السؤال الذي تطرحه على نفسك كل يوم، و هو كيف تتميز على منافسينك ؟ قد لا يكون الأمر بالصعوبة التي تبدو عليها، فهو بالفعل أسهل من ذلك بكثير، حيث يكمن السر في ” التحكّم في عاطفة المُستخدمين “. وهو بالضبط ما قامت به شركة ( جنرال موتورز General Motors ) في صراعها مع شركة ( فورد Ford )، واستطاعت بذلك أن تستحوذ على سوق السيارات لمدة ربع قرن كاملة عن طريق التسويق بالعاطفه.
فكيف يمكننا استغلال عاطفة المُستخدم ؟
وكيف نجحت شركة جنرال موتورز في التسويق بالعاطفه ؟
هذا ما سنعرفه معا في تلك المقالة
صراع شركة فورد وجنرال موتورز في القرن العشرين
مع بداية القرن العشرين، و ازدهار الاقتصاد الأمريكي وزيادة ثروة الأسرة الأمريكية. بدأ سوق السيارات يزدهر بشكل كبير في أمريكا. و أصبحت السيارة بالنسبة للمواطنين كأنها سلعة منزلية أساسية. لذا فعلى الناحية الأخرى، قد كانت هناك منافسة كبيرة بين كبرى شركات السيارات. و أهمهم شركة فورد Ford وشركة جنرال موتورز General Motors و كان الصراع بينهما يسير في اتجاه واحد ..
حيث كانوا يتنافسون على صناعة سيارات جديدة بإمكانيات أفضل، و مَن منهم سيستطيع إنتاج السيارة الأفضل ويبهر الجمهور !و استمر الصراع والمنافسة بينهما بهذا الشكل حتى عام 1924
ثورة جنرال موتورز في عالم السيارات
ففي عام 1924 قرر العبقري Al Fred Salon والذي كان رئيس شركة جنرال موتورز. أن يخرج عن هذا السباق، و يسلك طريقا جديدا حتى يسيطر على مساحة جديدة من السوق وحده.
فكيف يتم ذلك ؟
يتم ذلك من خلال استهداف المُستهلك نفسه، و التركيز على كيفية جعل هذا المُستهلك يرتبط عاطفيا بالمُنتج الذي تقوم بتقديمه، لذلك فلا يهم أن تكون تلك السيارة الجديدة هي الأفضل و الأكثر تطورا من غيرها، بل الأهم هو أن تلبي تلك السيارة رغبات المستهلك واحتياجاته، و من هنا خرج Al Fred Salon بفكرة جديدة تماما غيّرت شكل سوق السيارات في سنة 1924 ..
نجاح شركة جنرال موتورز وهزيمة شركة فورد
ففي الوقت التي كانت فيه استراتيجية شركة فورد هي إنتاج سيارة أحادية اللون أحادية الطراز. طرحت شركة جنرال موتورز مجموعة واسعة من السيارات بألوان مختلفة و أشكال متباينة، و ذلك بحيث يتميّز كل طراز منهم بصفات معينة تتناسب مع طبقة معينة من الناس. و في نفس الوقت، يتم تحديث تلك السيارات وطرح أعداد جديدة منها في السوق كل عام، فينشط سوق السيارات المستعملة. وبذلك استطاع كل مواطن أن يجد سيارة له حسب المواصفات التي يريدها و بالسعر الذي يناسبه، و هكذا فإن جنرال موتورز استطاعت أن تستحوذ على الطبقة الجماهيرية الأغلبية من الناس. ذلك لأنها فقط اهتمت بالمستهلك و أعطته ما يحتاجه تماما و ركزت علي التسويق بالعاطفه.
أرباح شركة جنرال موتورز من التسويق بالعاطفه
و نتيجة ما فعلته جنرال موتورز هو أن الطراز السنوي خلق طلبا جديد و متجدد على السيارات. لذلك بدأ الناس يختارون ما بين السيارات الكثيرة المتواجدة في السوق، و التابعة جميعها لجنرال موتورز. و لذلك .. فإن جنرال موتورز أصبحت تنافس في منطقة مختلفة تماما عن فورد، و هو ما نتج عنه ارتفاع الطلب على سيارات جنرال موتورز الجديدة و العصرية و المختلفة و المناسبة لجميع المستخدمين. ففي الفترة من سنة 1926 حتى عام 1950، و زاد العدد الإجمالي للسيارات المُباعة من 2 مليون إلى 7 مليون سنويا، و زادت الحصة التسويقية من 20% إلى 50%، لكن لم يستمر ذلك طويلا، حيث استوعبت شركة فورد الدرس، و بدأت تدخل في السوق الجديد و تفعل مثلما فعلت جنرال موتورز و تفكر في التسويق بالعاطفه.
وذلك تكون قد تعرّفت على قصة جنرال موتورز وفكرتها العبقرية، و كيف استطاعت من خلال العاطفة فقط أن تسيطر على سوق السيارات لمدة ربع قرن كاملة.
حكايات بيزنس
تابع حكايات بيزنس لتعرف المزيد من قصص تسويق الشركات الناجحه، و تابع قناتي اليوتيوب و صفحات التواصل الإجتماعي ليصلك كل جديد في التسويق الإلكتروني و إدارة الأعمال.