شركة جوجل هي من أكبر وأنجح الشركات عالميًا. وحالياً الأشهر على الإطلاق، وذلك بسبب محرك البحث الشهير باسمها وكذلك المنصات والخدمات الأخرى الشهيرة التي تقدمها، مثل منصة اليوتيوب وخدمات تطبيقات الهواتف اندرويد التي تعتمد عليها أغلب أنظمة التشغيل للأجهزة الذكية. وقد مرت شركة جوجل بمنعطفات وتحديات كبيرة منذ تأسيسها رسميًا عام 1998 وحتى الآن. كمايمكنم قرأة مقالتنا عن التأثير: سيكولوجية الإقناع
انطلاقة شركة جوجل
يعود تأسيس شركة جوجل إلى عام 1998 وتحديدًا في اليوم الرابع من سبتمبر. حيث كان التعاون بين طالبين للدراسات العليا لدى جامعة ستانفورد الأمريكية في تخصص علوم الحاسوب، وهما لاري بيدج Larry Page، وسيرجي برين Sergey Brin. ثم لحقهما في المهام الإدارية إيريك شيمدت Eric Schmidt، والذي شغل منصب المدير التنفيذي في عام 2001.
وقد ظهر محرك البحث الشهير بعد سلسلة من الأعمال التقنية بداية من إنشاء محرك بحث عبر شبكة الإنترنت تحت اسم Backrub، ثم تم تغيير الاسم ليصبح بالاسم المعروف عنه حاليًا “Google”. وهي كلمة مقتبسة من مصطلح رياضي ” googol”، الذي يشير إلى رقم يتبعه يمينًا 100 صفر. وهي إشارة إلى الكم الهائل من البيانات والمعلومات التي يلبيها محرك البحث.
وكان لدى الشركة مكونان رئيسيان، احدهما هو محرك البحث المعروف جوجل. ويعتبر هو محرك البحث الرئيسي عند ملايين المستخدمين لبساطة الواجهة، وسرعة ودقة عمليات البحث للوصول إلى المعلومات المطلوبة. والمكون الآخر هو شبكة إعلانية ذاتية الخدمة تعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي في عمليات الاستهداف.
محاولة بيع شركة جوجل لشركة ياهو
في يناير عام 1994 انطلق محرك بحث ياهو Yahoo. وقد حقق محرك البحث شهرة واسعة في فترة التسعينات وفي بداية الألفينات. وفي ذروة نجاح شركة ياهو تم العرض والنقاش حول شراء أسهم شركة جوجل بقيمة مليار دولار، وفي تلك الفترة عرض مؤسسي جوجل بيع خوارزمية PageRank وهي أداة رياضية تساعد على ترتيب وتصنيف الصفحات حسب الأهمية. إلا أن سوء إدارة ياهو و عدم قدرتها علي اقتناص الفرص ، لم يسمح لها باستغلال تلك الفرصة للاستحواذ على الشركة، بحجة عدم استحقاق السعر المعروض لشراء شركة جوجل.
وفي عام 2002 بعد نجاح باهر للشركة، أقدمت شركة ياهو علي شراء جوجل بقيمة 3 مليار دولار. إلا أنها رفضت العرض وطلبت مبلغ بقيمة 5 مليار دولار وبعد الكثير من المفاوضات لم تتم الصفقة. مما جعل إدارة ياهو تتراجع عن الشراء.
ولم تكن لإدارة شركة ياهو أي رؤية واضحة خصوصَا في الفترات اللاحقة، فقد اتبعت سياسات خاطئة أثرت عليها سلبيًا مثل فرصة شراء موقع فيسبوك، لكن المفاوضات لم تكن كما يجب. وكذلك إهمالها لفكرة تحويل موقع Flickr المتخصص في مشاركة الصور إلى موقع تواصل اجتماعي على غرار موقع إنستجرام.
كل ذلك بجانب السياسات الفاشلة، والتي أدت إلى تراجع أداء شركة ياهو وتعرضها لخسائر كبيرة لقيمتها السوقية بسبب نجاح شركة جوجل.
عوامل نجاح شركة جوجل
يرجع نجاح الشركة إلى عدة عوامل أو مقومات، والتي تسببت في رفعت قيمتها وجودة أدائها بين الكثير من المنافسين. وأهم العوامل المساهمة في ذلك النجاح:
1.محرك البحث جوجل
يوفر Google ما يحتاجه الأشخاص عندما يبحثون عن المعلومات عبر الإنترنت ويمنحهم رضا كبير عندما يحصلون على ما يبحثون عنه. وهذا هو العامل الرئيسي لنجاح الشركة في محرك البحث الخاص بها.
إذ يتميز محرك البحث جوجل بالسهولة والبساطة لأي مستخدم. فنجد واجهة جوجل الرئيسية عبارة عن صفحة بسيطة لا تحتوي على الكثير من البيانات، مثل الإعلانات الجانبية، والتي هي مصدر إزعاج. كذلك توفر أدوات بحثية متقدمة تساعد المستخدم على الوصول الي المعلومات بدقة، وذلك بالاعتماد على الكلمات المفتاحية وفلترة النتائج البحثية الغير مرغوبة والمواقع المشتبة بها.
وهذا هو الأمر الذي جعل موقع جوجل هو الموقع الأكثر زيارة عالميًا بحوالي 89.5 مليار زيارة شهريًا، وفقًا لبيانات موقع SimilarWeb. وعند مقارنتها بمحركات البحث الأخرى مثل Altavista و Yahoo و MSN و Bing وغيرها. نجد انهم لم تحققوا النجاح مقارنة بـ Google.
امتلاك أحدث التقنيات
تحافظ شركة جوجل على توفير أحدث الوسائل والأدوات التقنية التي ساهمت في نجاح الشركة على نحو كبير، وخاصة التقنيات المعتمدة علي الخوارزميات وتقنيات الذكاء الاصطناعي، وذلك لتعزيز أدائها ولكي تعطي تجارب أفضل للمستخدمين. وعلى سبيل المثال في محرك البحث: إنشاء “بحث شامل”. ثم “بحث في الوقت الفعلي” و “بحث جوجل الفوري” لجعل عملية البحث عن المعلومات على الإنترنت أكثر يُسرًا وملاءمة للمستخدمين. ويوفر البحث الفوري من جوجل الاقتراحات بدقة، لذلك لا يضطر المستخدم أو الباحث غالبًا إلى إنهاء الكلمة التي يكتبها للعثور على روابط للمصادر التي يريدها. كذلك امتلاكها لشركة أندرويد في عام 2005، وتستحوذ بذلك على نسبة كبيرة من أنظمة تشغيل الهواتف النقالة.
فعالية الخدمات
على غرار الشركات المنافسة مثل ياهو ومايكروسوفت. تقدم جوجل خدمات قوية يريدها أي شخص في العصر الحالي، مثل خدمات البريد الإلكتروني (جي ميل Gmail) والتي تستخدم ايضا في التسويق بالبريد الالكتروني، وتطور أدواتها لتصبح خدمة البريد الأولى على الإنترنت، ومتفوقة بفارق شاسع عن خدمة البريد الالكتروني لشركة ياهو. وكذلك خدمة بريد مايكروسوفت “هوتميل Hotmail”. وأيضًا منصة يوتيوب لمشاركة المقاطع المصورة بين الأشخاص على الإنترنت. خدمة جوجل درايف Google Drive” لتخزين ومشاركة الملفات على الإنترنت بكل سهولة. وكذلك خدمات جوجل للأجهزة النقالة وتوفير كامل الخدمات والتحديثات الأمنية التي تحتاجها هذه الأجهزة.
التوسع في المشاريع
لم تكتفي شركة جوجل بتطوير محرك البحث الذي يستخدمه ملايين البشر يوميًا. بل توسعت لاستهداف مشاريع وأدوات جديدة. مثل إنشاء شبكة “أخبار جوجل” في عام 2002 والتي ساعدت المستخدمين في الوصول إلى آلاف المصادر الإخبارية. واستحواذها على منصة يوتيوب في عام 2006.
كما توسعت شركة جوجل عالم صناعة الإلكترونيات وأطلقت العديد من الاصدارات للأجهزة اللوحية، وقامت بتطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي.
قيمة العلامة التجارية
تتمتع شركة جوجل بالقدرة العالية على الابتكار التكنولوجي وعلى تعزيز تطوير المنتجات. مما يحافظ على ميزة الشركة ويعزز من مواجهة المنافسين المتقدمين تقنيًا أيضًا. وترتبط هذه القوة بتأثير ثقافة شركة جوجل على قدرات الموارد البشرية للابتكار. كما تعمل براءات الاختراع المتنوعة على تمكين الأعمال التجارية، والحفاظ على المميزات المربحة للإلكترونيات الاستهلاكية والخدمات عبر الإنترنت.
وعلى إثر ذلك تمتلك جوجل شبكة قوية، وتعتبر من أغلى العلامات التجارية. وهي مرتبطة دومًا بنجاح الشركة حتى وصلت القيمة السوقية للعلامة التجارية إلى 819.57 مليار دولار أمريكي.
الشبكة الإعلانية
تعد الشبكة الإعلانية للشركة, جوجل ادز ( جوجل ادورد سابقاً) هي عنصر رئيسي لموقع جوجل بجانب محرك البحث. وهي من أقوى وسائل التسويق الرقمي. إذ وفرت الشركة تقنيات وأدوات متقدمة ساعدت على تطوير أداء الحملات الدعائية بمختلف أشكالها، وزيادة معدلات نجاح الحملات الإعلانية.
كل ما يخص التسويق بالمحتوى
الخلاصة
بسبب نجاح شركة جوجل منذ انطلاقها في عام 1998 استطاعت بلوغ ريادة الشركات الناجحة عالميًا. وذلك بسبب السياسات الحكيمة وجدية تنفيذ الأفكار والتطلع للتطور واستغلال الفرص، مهما تضائلت نسبة نجاحها. فأصبحت شركة جوجل نموذجًا يحتذى به للمشاريع والشركات الصغيرة التي تتطلع للوصول إلى مستوى من النجاح، على غرار الشركات العالمية مثل شركة جوجل. و نجاحها في انشاء نموذج ربحي عن طريق اعلانات جوجل، و التي تدر المليارات لجوجل.