تعد شركة سامسونج SAMSUNG الكورية المتخصصة في مجال التكنولوجيا من أكبر الشركات الرائدة عالميًا. إلا أن البعض لا يدرك أن شركة سامسونج لم تكن بداياتها بمثل هذه القوة التجارية الحالية. بل كانت ظهرت في بداياتها كعلامة تجارية تصنيعية ذات جودة أقل. وتستهدف فئات استهلاكية اقتصادية قبل الانتفاضة القوية التي تشهدها حاليًا في العديد من المجالات التقنية. لتتمتع بصيت كبير حول العالم في المجالات التقنية بشكل عام.
نبذة تاريخية عن شركة سامسونج
يعود تاريخ العلامة التجارية سامسونج لأواخر ثلاثينيات القرن العشرين وتحديدًا عام 1938 على يد “لي بيونج شول Lee Byung-Chull في مدينة “تايجو” في دولة كوريا الجنوبية وكلمة “سامسونج” هي كلمة كورية الأصل وتعني “النجوم الثلاث” إشارة عن السمو والازدهار –وفق الثقافة الكورية-.
كانت في بدايتها مختصة في مواد البقالة وخاصة تجارة المعكرونة وتصديرها للصين. ثم توسعت بعد ذلك في صناعة المنسوجات حتى افتتحت أكبر مصنع للصوف في البلاد. ثم توسعت بسياستها في اقتحام المجالات الأخرى .
أما دخولها في مجال التكنولوجيا فكان ذلك في عام 1969. فكانت انطلاقتهم في تصنيع أجهزة التلفزيون وخلال السبعينيات توسعت في صناعة الأجهزة المنزلية وتصديرها للخارج. لتدخل الشركة مرحلة جديدة من مراحل النمو على مستوى عالمي.
شركة سامسونج العالمية
شهدت أواخر السبعينيات طفرة كبيرة في نمو الشركة بعد التوسع الكبير في مجال الاليكترونيات وأشباه الموصلات وتوسيعها لخطوطها الانتاجية لتشمل المواد الكيميائية عالية البوليمر. وأدوت الهندسة الوراثية والاتصالات السلكية واللاسلكية بالإضافة إلى مجال الفضاء وتكنولوجيا النانو.
وفي خلال هذه الفترة أصبحت الشركة رائدة عالميًا في تطوير شاشات العرض وأجهزة البلازما لصالح شركات عالمية مثل Dell. لكنها كانت دائمًا في موضع المنافسة في المنتجات المنخفضة التكلفة تحت العلامة التجارية Walmart حتى منتصف التسعينيات.
استراتيجية التسويق بشركة سامسونج
تتمتع شركة سامسونج باستراتيجية مميزة. فهي تعتمد بشكل أساسي على التطوير والابتكار بدعم قوي بالحملات الترويجية لبناء صورة قوية وأنيقة عن العلامة التجارية Samsung. وهي تعد الميزة التنافسية للعلامة التجارية. لذلك هدف الشركة الأسمى هو خلق صورة ذهنية عن نفسها كمعنى عن الجودة والاتقان.
البحث عن التطوير
تستثمر الشركة بشكل كبير في مجال البحث والتطوير التقني. كي تعزز من ميزتها التنافسية. فكان لها السبق في تطوير الشاشات والهواتف الخلوية عن المنافسين. تنفق الشركة ما يقرب من 6% من الايرادات الي جانب حوالي 25% من الموظفين هذا القسم بالتحديد. على سبيل المثال تطوير الشاشات Amoled التي أصبحت موجودة في معظم هواتف الشركات الأخرى حاليًا. وتعد أولى الشركات في إضافة تقنيات شبكات الاتصال 3G للهواتف المحمولة. بالإضافة إلى مئات براءات الاختراع المسجلة باسمها.
التطوير والتصميم
تركز الشركة في على التصميم والتطوير باعتبارها من احتياجات السوق ورؤى الجمهور عن الإليكترونيات في الوقت الحالي وتستحق الشراء. فنرى في جميع أجهزة هواتف سامسونج تركز على التصميم الخارجي بشكل كبير المحبب لشرائح جماهيرية كبيرة بين الفئات السعرية المختلفة. بالإضافة غلى جودة الكاميرات التي تقدمها لتعطي صورة أنيقة.
الاستهداف
تستهدف الشركة العديد من الفئات الجماهيرية. وتركيزها الأكبر على فئات الشباب بين 10-29. لأنه الفئة العمرية الأكثر نشاطًا وحماسة. لذلك تسارع الشركة على إعلان منتجاتها بشكل تصاعدي في التطور وإضافة التقنيات الحديثة استباقًا عن الآخرين.
اعادة الاستهداف او اعادة التسويق Retargeting أقوي استراتيجيات التسويق
التركيز على وعي العميل
تتبنى الشركة في سوق الهواتف المحمولة رؤى واضحة ويظهر ذلك في خططها التسويقية حيث أنها تسعى لخلق صورة ذهنية فريدة من نوعها عن علامتها التجارية كعلامة تجارية راقية.
- تركز على شرائح العملاء من الفئات المتوسطة والراقية وهذا لا يعني اهمالها للفئات الأدنى.
- تصنف أجهزتها دائمًا وفقاً للميزات والوظائف التقنية التي تقدمها والسعر.
- الاستباقية في التطوير. وتقديم أحدث التقنيات لمنتجاتها
- شبكة دعم واعتمادية كبيرة. حتى حازت على ثقة واعتمادية نسبة كبيرة من الجماهير. بل أصبحت ميزة تنافسية قوية.
إدارة علاقات العملاء بذكاء لتحقيق نجاح و التوسع مع Salesforce
التسعير
تستخدم الشركة في تسعير المنتجات أسلوب الكشط (Price Skimming) وهو أسلوب تسعير يقوم على عرض المنتج بسعر عالِ مقابل خدمة أو ميزة للمنتج لتستهدف شريحة عملاء معينة. ثم تخفض السعر لاحقًا لتجذب شريحة عملاء مختلفة. وبهذه الطريقة تستطيع الدخول في أكثر من دائرة تنافسية ليسمح لها باستقطاب أكبر عدد من العملاء في فئات مختلفة. والحصول على أعلى إيرادات ممكنة.
الترويج والإعلان
تمتلك شركة سامسونج خطوط إعلانية قوية واقعيًا وعلى شبكات الانترنت. وناجحة في استقطاب كبار المشاهير حول العالم، كما أنها تحافظ على حضورها القوي في المناسبات الاجتماعية. وتقدم شركة سامسونج عروضًا قوية لمنتجاتها في المهرجانات السنوية.
تحليل نقاط القوة والضعف لشركة سامسونج
بعد تحليل كبير لسياسات النشاط في شركة سامسونج. يمكن استنتاج نقاط القوى الضعف للشركة.
نقاط القوة
تمتلك الشركة عدة نقاط قوية انعكاسًا لنشاطها المذهل وخصوصا في الفترة الأخيرة.
- الهيمنة في سوق الهواتف الذكية عالميًا وقد تربعت على عرش المبيعات وفق التقارير الصادرة لـ 2020 بحصة سوقية بلغت 18.5%
- شهرة العلامة التجارية حول العالم
- الاهتمام بالبحث والتطوير. فقد وصل عدد مراكز التطوير لدى الشركة إلى 34 متوزعين حول العالم. وهو ما أدى إلى امتلاك الشركة لمجموعات واسعة من أنواع المنتجات الإليكترونية
- حصلت العلامة التجارية لسامسونج على مئات الجوائز من معارض متعددة في مجال البحث والتطوير.
- الوجود القوي في الأسواق الآسيوية وخصوصًا في الصين والهند.
- تمتلك شركة سامسونج قواعد ومراكز كثيرة في 74 دولة حول العالم. وهذا ما ساعد في انتشار منتجاته وزيادة قاعدة العملاء.
نقاط الضعف
تواجه الشركة عدة تحديات قد يراه البعض نقاط ضعف تؤثر على سير نشاط الشركة على المدى الطويل.
- ارتفاع أسعار المنتجات: في ظل المنافسة الشديدة في سوق الأجهزة الإليكترونية. أصبح السعر معيارًا شبه أساسي عند فئة كبيرة من المشترين. إلا أن الشركة لا زالت تضع أسعارًا مرتفعة مقارنة بالمنافسين اعتمادًا على جودة المنتج. لكن حاليًا هناك شركات منافسة تقدم جودة أفضل للمنتجات وبأسعار تعتبر أفضل من أسعار شركة سامسونج.
- الاعتمادية على الأسواق الأمريكية بشكل كبير على الرغم من تنوع مواردها وتوسعاتها المستمرة في آسيا في ظل الاضطرابات الاقتصادية الحاصلة فق الولايات المتحدة الأمريكية.
- تتعرض الشركة للكثير من القضايا والدعاوى القضائية. وهذ ينعكس سلبًا على قيمة العلامة ورؤية العملاء عنها. مثل مشكلة انفجار اصدارات الهواتف Galaxy Note 7 في عام 2017. والتي اضطرت فيه الشركة لسحب أجهزتها من السوق وتعويض المتضررين الذين وصل عددهم للآلاف حول العالم. بالتالي خسارة مليارات الدولارات عن هذه المشكلة. لتكون نقطة سوداء في تاريخ الشركة وما زالت تعاني من عواقبها حتى الآن. بجانب المشاكل والدعوى القضائية المستمرة مع شركة أبل Apple الأمريكية الند الأول للشركة سامسونج.
- مشاكل إدارية: في الفترة الأخيرة ظهرت مشاكل متعلقة بالجهاز الإداري للشركة وقضايا فساد. الأمر الذي يفتح عين الشبهات حول سياسات الشركة وأنشطتها التجارية.
الخلاصة
شركة سامسونج من أكبر الشركات الربحية في العالم. والأقوى في ريادة التطور التكنولوجي على مستويات متعددة من الإبداع. كما تمتلك أسس قوية من التسويق والإدارة يجعلها مثالًا يُحتذى به في مجال إدارة المشاريع. لكونها من أكبر 5 شركات على مستوى العالم في عام 2020.