بشكل عام. الكفاءة المهنية في الوظيفة التي يشغلها الفرد قد لا تكفي لصنع ذاته بناء هويته كنموذج ناجح في المجال الوظيفي. على سبيل المثال، أيلون ماسك مؤسس شركة سبيس إكس، عرف عنه بالطموح نتيجة النمو المتسارع لنشاطه عالميًا. أو عندما تسمع عن لاعب كرة قدم محترف فيأتي في البال لاعبين مثل ليونيل ميسي أو كرستيانو رونالدو بالرغم من وجود عشرات اللاعبين الذين على مستوى عالي. إلا أنهم لم يصلوا إلي نفس النجاح الكبير المشهود لهما حاليا. كل عوامل النجاح هذه مرتبطة ببناء الهوية الشخصية التي سنتعرف علي ماهيتها في هذا المقال.
تعريف الهوية الشخصية Personal Branding
بناء الهوية الشخصية هي عملية بناء هوية حقيقية أو قيمة مميزة في نطاق عمل الشخص. بمعنى الصورة التي يراها الآخرين عنك من الأداء المهني أو التواصل مثلا سريع البديهة. منظم في العمل. المهارات العملية وهكذا
وهي تمثل العلامة التجارية بالنسبة للأفراد التي يرتبط بها في أذهان جمهوره والمراد بالجمهور هنا هو المجتمع بمختلف فئاتها مثل الأسرة والأصدقاء وزملاء العمل وغيرهم.
أهمية بناء الهوية الشخصية
بالنسبة للشركات تحتاج إلى بناء هويتها من أجل زيادة ثقة العملاء والجمهور من خلال السيرة الحسنة عنها ونظرة الجمهور الإيجابية. كذلك الأمر بالنسبة للأفراد فإن الهوية الشخصية تدفع عنه الروتين الذي يجعله مجرد موظف ينفذ تعليمات وحسب. بل يصنع هيبة للموظف. كما يمتلك كل شخص هوية شخصية من طباعه وتصرفاته وطريقة تفكيره وتعامله مع الأمور. تتطلب بناء هوية واقعية عن الشخص بجانب السيرة الذاتية. كما تبرز أهمية الهوية الشخصية خصوصًا إذا كنت تود بناء مشروع. فالأمر تمامًا يظهر في نظرتك تجاه مدير العمل وكيف ترى شخصيته وبصمته المهنية على أداء الشركة! الأمر الذي ينعكس على أداء العمل ككل.
ومع التطور الحالي واعتماد الإنترنت كوسائل تعزيز الهوية الشخصية للفرد في مجال عمله. وجب كل فرد إنشاء هوية خاصة به تعبر عن كيانه الشخصي لتطوير أدائه المهني.
كيفية بناء الهوية الشخصية
تتوقف عملية بناء الهوية الشخصية للأفراد على عدة أسس وهي:
تحديد الهدف
إن الهدف الأساسي من الهوية الشخصية هو تعزيز القيمة المعنوية. وهذا حسب نشاطك. فإذا كنت شخصًا مؤثرًا على التواصل الاجتماعي بالطبع تحتاج إلى أكبر عدد من المتابعين. لأن عامل جذب المتابعين هي الشخصية . وإذا كنت صاحب مشروع فيجب أن يكون للعملاء نظرة إيجابية عنك للشراء منتجاتك. وإذا كنت موظفا فالهدف هو الترقي في السلم الوظيفي.
تعرف على نفسك
للتعرف على نفسك يجب النظر في المرآة. ومن الناحية المهنية فالمرآة هنا هو تقييم الأفراد عنك وكيف يراك زملاء العمل! وماذا يعرفون ومالا يعرفون، . وما وجهة نظرهم في ذلك كل هذه الاستفسارات توضح المزيد من التفاصيل شخصيتك. وعلى أساسه يمكن تحديد نقاط القوة في شخصيتك التي لتعزيزها والسلبيات التي يجب معالجتها.
تناول قصص النجاح
تعد قصص النجاح وسيلة تسويقية فعالة فهي تساعد على التواصل مع الآخرين حول كيفية تغيير نهجك وتفاعلاتك في الحياة والتأثير على المجتمع. فعلى مستوى الشركات تقوم كل شركة ناجحة بنشر قصص نجاحها لجمهورها. هذا الأمر ينطبق على الأفراد. فتناول المواقف الحياتية التي تمكنت من التعامل معها إيجابيًا يعطي انطباعًا عن حسنًا عن هويتك.
لإعداد قصة نجاح يجب أن تتضمن سير حياتك المهنية ومنها تتناول التحديات وكيف تعاملت معها. مع ذكر المغزى أو الاستفادة من هذه التحديات حتى تكون مصدر إلهام للآخرين.
المصداقية
المصداقية هنا بمعنى انعكاس القيم والمبادئ على الأداء الفعلي للشخص. فعلى سبيل المثال ابداء اهتمامك بمجال التسويق الرقمي من خلال أرائك الشخصية في مواضيع التسويق المختلفة. مع القدرة على النقاش والنقد. وهذا يعزز من ثقة الآخرين ويجعلك مصدر ثقة في المواضيع التي يتم طرحهًا.
الجمهور
الجمهور هم الفئة المستهدفة في تسويق الشركات. أما بالنسبة للأفراد فالجمهور المستهدف سواء زملاء العمل أو أفراد العائلة أو الأصدقاء أو متابعين منصات التواصل الاجتماعي. فلكل فئة منهم أسلوب قد يختلف عن التعامل مع الفئة الأخرى. لذلك يجب تحديد الانطباع المناسب لكل فئة. كما نجد المؤثرين على مواقع التواصل الاجتماعي، كل منهم له جمهور خاص. وله أسلوب خاص في التفاعل معهم.
اصنع واجهة خاصة
يجب تقديم نفسك أو بمعنى آخر التسويق لنفسك، ولن نجد أفضل وسيلة لتقديم ذاتك أقوى من منصات التواصل الاجتماعي. حيث تلعب منصات التواصل الاجتماعي دورًا كبيرًا في خطة بناء الهوية الشخصية. سواء للشركات أو الأفراد. ودائمًا ما نسمع عن مشاهير منصات التواصل الاجتماعي الذين يحظون بمئات الآلاف من المتابعين وكثيرًا منهم يمتلك ملايين المتابعين. وبسبب قوة هويتهم أصبح لهم تأثير في أفكار جمهورهم. والعامل الرئيسي لنجاح هؤلاء هو السمة الشخصية المميزة. مثلا المبادئ الفكرية، طريقة التواصل مع الجمهور، طريقة سرد المواضيع، مهاراته على التحليل المنطقي لأي موضوع شائك. وكل هذا يختلف حسب قدرته على فهم كيفية تفكير الجمهور.
حجم النجاح يتوقف على مدى التأثير الإيجابي على الآخرين من خلال العمل مثل خبرتك في العمل والتنظيم والإبداع
ابتكار شعار أو علامة تجارية مميزة
عادة ترتبط الشعارات أو العلامة التجارية بنشاط تجاري. بالنسبة للشركات ترتبط العلامة التجارية ارتباطًا وثيقًا بالهوية الشخصية للشركة. لذلك فإن تطوير العلامة التجارية ينعكس إيجابيًا على الهوية والعكس صحيح. حيث إن العلامة التجارية هي أي إجراء يحاول إنشاء والتأثير على التصور العام وتعزيز إنجازات وبناء سمعة مبنية على الأهداف والقيم التي تميز الشركة عن المنافسين.
أما بالنسبة لك فهي ان تصنع هوية شخصية فريدة لأدائك وعادة ما يقوم المشاهير في مجالهم بصنع شعار مميز لهم يرتبط ذهنيًا بجمهورهم مثل “CR7” الذي يرتبط بلاعب كرة القدم البرتغالي “كريسيانو رونالدو” أو استخدام حكمة كشعار لك. وتظهر أهميته في بناء الهوية الشخصية عند إنشاء المشاريع والأعمال. وبالتالي سيعزز من قيمة المشروع عند العملاء لإرتباطها بصاحب الهوية الشخصية.
نصائح لبناء وتطوير الهوية الشخصية
- حلل شخصيتك بدقة ولا تتجاهل نقاط الضعف أو عيوبك. حتى لا يكون الأمر أكثر سلبية
- لا تحاول تقليد أحدًا خصوصًا إذا كان في نفس نطاق عملك. بل حلل شخصيتهم وكيف عززوا من نقاط قوتهم وتعاملوا مع نقاط الضعف.
- كن شخصًا اجتماعيًا وعلى قدر ممتاز من حسن التواصل مع الآخرين.
- لا تتكلم في المواضيع التي لست على دراية كاملة بها. لذلك يفضل ألا تلعب على الاحتمالات الضعيفة في النقاشات أو أداء مهام نسبة نجاحك فيها قليلة. ففي حالة الفشل سيكون الأمر سلبيًا على ثقة الآخرين بك. وقد يتفاقم الأمر بطريقة سيئه.
- لا تبالغ في كتابة القصص فقط أي لا تبالغ في المديح عن ذاتك حتى لا تجعل الأمر مبتذلا عند الآخرين.
- حافظ على معدل نشاطك على منصات التواصل الاجتماعي.
- طور الأداء أو المحتوى الذي تقدمه. فإذا كنت مدونًا فحاول تطوير جوانب المحتوى مثل التصميم والتوجه إلى تقديم المحتوى بصورة أخرى مثلا إنتاج فيديوهات حتى تحافظ على درجة ثقة الآخرين بك. لأن التسويق بالمحتوي من أفضل طرق التسويق حاليا.